الاثنين، 26 أغسطس 2019

الكاتب المصري أحمد رجب يتحدث عن الأخطاء الصحفية


موسوعة الأخطاء الصحفية
يروي الكاتب احمد رجب في مذكراته:
كانت "حكمت أبو زيد" وزيرة للشؤون الاجتماعية في مصر. وأثناء جولة لها في محافظة كفر الشيخ نشرت إحدى الصحف خبر تفقدها للمحافظة تحت هذا العنوان:
"حكمت أبو زيد (تتبول) في كفر الشيخ"
وبالطبع كان المقصود (تتجول) ولكن الخطأ كان فادحاً بحيث رفعت الوزيرة قضية على الصحيفة!
وحدث أن قام (طلاب الاسكندرية) بمظاهرة عارمة أثناء زيارة الرئيس أنور السادات للجامعة.. وبسبب خطأ مطبعي ظهر عنوان عريض في جريدة الأهرام - استبدل فيه حرف الطاء بالكاف - فتحول إلى:
"كلاب الاسكندرية يتظاهرون ضد الرئيس"
وزمن الرئيس عبدالناصر وقعت صحيفة الأخبار المصرية في خطأ (الله لا يكتبه على جرائدنا). ففي أوائل الستينات كان هناك سفاح شغل الرأي العام في مصر. وفي اليوم الذي غادر فيه الرئيس عبدالناصر إلى الهند لقي السفاح مصرعه على يد الشرطة. وكان من المفروض أن تخرج الصفحة بعنوان علوي يقول "مصرع السفاح" ثم خط فاصل وتحته "عبدالناصر في الهند". غير أن المخرج نسي إضافة هذا الخط فخرج العنوان متصلاً بهذا الشكل:
"مصرع السفاح عبدالناصر في الهند"!
وغني عن القول أن ما من صحيفة تسلم من الأخطاء المطبعية.. ولكن والحق يُقال تتفوق جريدة "الرياض" على زميلاتها بأشواط. أما جريدة التايمز البريطانية فبلغت ثقتها بنفسها حد وضع جائزة مفتوحة مقدارها 1000جنيه لكل من يكتشف غلطة مطبعية واحدة!
وحين تظهر غلطة من هذا النوع لا يبقى أمام الكاتب غير الاعتماد على ذكاء القارئ لتخمين الإملاء الصحيح. ولكن المشكلة تصبح أكثر صعوبة حين يتم حذف سطر أو سطرين فيتصل الكلام ببعضه بطريقة مربكة (بحيث تتساءل: ويش به الأحمدي اليوم).. بل قد يؤدي إهمال نقطة أو حرف أو "علامة ترقيم" إلى تغيير المعنى بأكمله؛ ومما يذكر بهذا الخصوص أن القيصر الروسي الاسكندر الثالث غضب على رئيس البلاط وأصدر قراراً قال فيه: "عفونا عنه مستحيل، ينفى إلى سيبيريا". وحين اطلعت زوجته ماريا فيودوريفنا على هذا القرار (قدمت) الفاصلة فأصبحت الجملة على النحو التالي "عفونا عنه، مستحيل ينفي إلى سيبيريا"!!!
وخلال عملي في تحرير هذه الزاوية - بلا انقطاع منذ اثني عشر عاماً - مررت شخصياً بأخطاء مطبعية محرجة:
فعلى سبيل المثال غُير عنوان أحد مقالاتي من (القدر المحتوم) إلى (القدر المختوم). وتغيرت جملة (وأصبحت صلتي بالصحيفة أكثر عمقاً) إلى (وأصبحت صلتي بالصحفية أكثر عقماً). كما تحولت (دبابة مصفحة) إلى (ذبابة مصفحة)، و(رشيد كرامي) إلى (رشيد حرامي)، و(فاز بالمنزل) إلى (فأر بالمنزل)، و(القرار الخاطئ) إلى (الفرار الخاطئ)، و(الطقس المشمس) إلى (الطقس المشمش).. أما أقسى موقف فهو تغير اسم أحد القراء في الزاوية من (خالد حامد) إلى (خالد حامل) ومن (علاء الصايغ) إلى (علاء الصايع)!!
على أي حال عفا الله عما سلف؛ أما عن المستقبل فأجدها فرصة لأخلي مسؤوليتي أمام القراء من أي كلام ينقطع فجأة،أو فقرتين تلتحمان بلا معنى، أو علامة ترقيم تعمل فاصلاً بين النفي والبقاء.
المصدر/ فهد عامر الاحمدي- جريدة الرياض السعودية







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.