السبت، 20 يوليو 2019

6 أخطاء يجب تجنبها عند التغطية الصحفية للانتخابات


المصدر: شبكة الصحفيين الدوليين

تهتم العديد من المؤسسات الإعلامية الكبرى بوضع أدلّة تدريبية عن أخلاقيات العمل الصحفي بشكل عام، وفي المقابل تولي اهتماماً بالغًا بكتابة مدونات سلوك لضبط الأداء الإعلامي، أثناء فترات خاصة واستثنائية مثل الانتخابات (الرئاسية- والبرلمانية- أو الاستفتاء على الدستور).

لكن نجاح الصحفي في تغطية الانتخابات خاصةً في الدول التي لا تتمتع بحرية تداول المعلومات لا تتوقف على مدونات السلوك فحسب، بل على بيئة ملائمة من حيث هامش الحرية المتاح للعمل الإعلامي، ووجود صحفيين مدرّبين على تغطية هذا النوع من الأحداث.

لذلك أصدر مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان دليلًا بعنوان "أي دور للاعلام في تغطية الانتخابات العامة" من إعداد الباحثين جيوفانا مايولا وصبحي عسيلة، يعرضان من خلاله المهارات الاعلامية للتغطية الانتخابية للوسيلة نفسها، وطرق نجاح الصحفي في تغطية الانتخابات.

نبّه الدليل على أن الانتخابات تشهد لفترات محاولات توظيف الصحف ووسائل الإعلام في الصراع بين المتنافسين، لذلك على الصحفي أن يكون حذرًا ويبتعد عن الأخطاء التي قد تسبّب له مشكلات وتُفقد الجماهير الثقة فيه وفي صحيفته، ومن تلك الأخطاء التي يجب تجنبها في التغطية الصحفية للانتخابات:

عدم الدقة

يجد البعض في عدم وجود قوانين ترعى حرية إتاحة وتداول المعلومات مبررًا لغياب الاهتمام بدقة وصحة المعلومات المنشورة في وسائل الإعلام، ولذلك يجتهد صحفيون في تقديم ما يرونه -من وجهة نظرهم الخاصة- أنّه الحقيقة أو المعلومة. لكن هذا لا يعني أن الصحفيين لا يتحملون جزءًا من المسؤولية في نشر معلومات تفتقر للدقة، سواءً لعدم اكتراثهم بإنفاق المزيد من الوقت بالبحث عن المعلومة الصحيحة، أو عدم القدرة على تقييم مصداقية المصدر الذي ينقل عنه الصحفي، "فيتحولون إلى مجرد أبواق ينقلون ما يقوله هذا المصدر أو ذاك". أمّا في فترات الانتخابات فتصبح هذه المشكلة أكثر وطأةً، إذ تكتسب المعلومة أهمية مضاعفة، سواء كانت لها علاقة بالنظام الانتخابي والإجراءات المتبعة، أو بأسماء ومناصب وانتماءات حزبية وسياسية للمرشحين أنفسهم.

وأشار الدليل أنّه على الصحفي الذي يتصدّى لتغطية الانتخابات أن يكون ملماً بالقوانين الانتخابية وبحقوق الناخبين وبأسماء المرشحين وانتماءاتهم، أو على الأقل يتحرّى الدقة عند كتابة ما يمس تلك المعلومات، والانتباه لفكرة أن الجو الانتخابي سواء للمرشحين أو الناخبين "جو عاطفي"، ولذلك يجب الحذر في نقل التصريحات والسياقات التي قيلت فيها تجنبًا للوقوع في فخ المعلومات المنقوصة.

المبالغة

يعمد العديد من الصحفيين إلى استخدام بعض المفردات للتعبير عن رأيهم في ما يحدث، كأن ينقل صحفي خبرًا عن مؤتمر جماهيري لمرشح ما فيقول: "مؤتمر جماهيري ناجح للمناضل فلان"، أو "توقع فوز كاسح للمرشح فلان"، ولذلك يجب على الصحفي التفريق بين الرأي والخبر، وأن ينأى بنفسه عن استخدام بعض المفردات أو العبارات غير الدقيقة، والتي تحمل قدرًا من الاثارة والتعصب، أو تحمل دلالات سلبية أو إيجابية خاصة في نقل الأخبار، وعلاوة على ذلك فإنه يجدر بالصحفي أن يدقق كثيرا في اختيار الصورة التي ينشرها مع الخبر، فقد تكون بعض الصور موحية سلبًا أو إيجابًا لصالح أو ضد مرشح ما.

نقل الأخبار أو التصريحات "بتصّرف"

النقل عن مصدر معين يقتضي أن يكون المصدر متخصصًا في مجاله، وأن يكون المنقول عنه مفيداً ويهم المتلقين، وأن يتم النقل بمنتهى الأمانة، فلا يتم بتر كلامه أو نزع بعض العبارات من سياقها، ومع ذلك فإن بعض الصحفيين يلجأون - لاعتبارات متعددة - إلى ما يُعرف بالنقل بتصرف، كأن ينقل بعض الكلام الذي يتفق مع وجهة نظره أو توجهات الصحيفة، أو يعيد صياغة ما قاله المصدر، وهو الأمر الذي غالبًا ما يوقع هؤلاء الصحفيين في مأزق لاحق، عندما يتقدّم المصدر بشكوى من أن تصريحاته تعرضت لتحريف أو اجتزاء، فيطالب بتصحيح الأمر واعتذار الصحيفة.

ووفق الدليل، ونظرًا لأهمية فترة الانتخابات، فمن الضروري نقل التصريحات بشكل حرفي ودون أدنى تدخل من الصحفي، إلاّ أن ذلك لا يعني أن ينقل كل ما يُقال دون تأكد من صحته، ودون تيقّن أنه لا يمس مرشحين آخرين. فالمقصود بذلك هو "أن آداب المهنة تقتضي نقل ما قيل بأمانة بعد التأكد من صحته ومن أنّه لا يمس الآخرين، بصرف النظر عن هوية هؤلاء الآخرين".

القفز عن الحقائق

مهمة الصحفي في الانتخابات هو تقديم المعلومات المؤكدة، وليس ما يعتقد أنه سيحدث من خلال متابعته، بمعنى أن بعض الصحفيين يتسرعون تحت ضغط الرغبة في تحقيق سبق صحفي مثلاً، أن يعلنوا نتائج بفوز مرشح معين، نتيجة مشاهدة الصحفي لما يحدث في الدائرة أو نتيجة فرز نسبة من الأصوات، وينقل ذلك باعتباره خبرًا، مما قد يؤدي إلى شيوع اتهامات بالتزوير في الدائرة.

أمّا الفيصل الحقيقي في الانتخابات هو صندوق الاقتراع، وما يسفر عنه من نتائج يتم إعلانها بشكل رسمي. فليس من مصلحة الصحفي القفز عن الواقع، وتقديم استنتاجات متسرعة وغير دقيقة للقارىء.

التعتيم والانتقاء

عادة ما يدفع التحيز من قبل الصحفي أو الصحيفة إلى القيام بانتقاء بعض الأحداث أو التصريحات أو حتى الصور، التي تتعلق بمرشح معين ليبرزها دون سواها، خاصةً إن كانت إيجابية أو في صالح هذا المرشّح، بينما يغفل عن عرض مشاهد وصور أخرى في حال كانت سلبية أو ليست في صالح المرشح نفسه.

ولذلك عند صياغة موضوع صحفي متوازن لا بد من طرح وجهتي نظر الطرفين، فإذا قطع مرشح على نفسه وعودًا أو اتّهم أشخاصًا أو جهات بأي اتهامات خلال الحملة الانتخابية، فعلى الصحفي تضمين موضوعه مواقف معاكسة للتصريح ضمانًا للحياد والموضوعية، وإذا شهد مؤتمرًا للمرشح وظهرت مواقف أو تصريحات توضح جانبًا سلبيًا،ا لابد من ذكرها جنبًا إلى جنب مع المواقف الإيجابية، وبنفس المساحة.

إخفاء المصدر

يقول الدليل أن الخبر يكتسب مصداقيته من مصدره، فإذا نُشر الخبر غير منسوب لمصدر، أو منسوب لمصدر مجهول، كأن ينسب الصحفي الخبر لمصدر مسؤول أو مطّلع أو قريب من الأحداث، دون ذكر اسمه أو وظيفته. ويرجع ذلك الى أسباب كثيرة معظمها متّصل بتحيز الصحفي أو الصحفية أو لاعتبارات سياسية.

لكن هذا النوع من الأخبار لا يجب أن يمتد إلى التغطية الانتخابية، فهو من ناحية غير مهني، ومن ناحية أخرى يثير مشاكل عدة بين المتنافسين في العملية الانتخابية، خاصةً إذا ما ترافق ذلك مع تعمّد عدم التغطية أو تجاهل أخبار مرشح معين، مقابل ذكر مصادر أخبار مرشح آخر.

يمكن تحميل نسخة من دليل "أي دور للإعلام في تغطية الانتخابات العامة؟"، هنا.

تحمل الصورة رخصة المشاع الإبداعي على موقع فليكر، بواسطة جونيثان رشاد.

فتحي الشيخ يكتب: الأخطاء التحريرية الأكثر شيوعا بين الصحفيين


فتحي الشيخ يكتب: الأخطاء التحريرية الأكثر شيوعا بين الصحفيين
المصدر: الصوت الحر

تقول نظرية لعلماء أمريكيين تدعي «النوافذ المحطمة»: أنه إذا تركت نافذة زجاجية محطمة ببيت في شارع دون إصلاحها، فستبدأ نوافذ أخرى تتحطم في الشارع، ثم في المنطقة ثم في الحي وهكذا… ما يعني أن الأخطاء الصغيرة تتحول مع الوقت إلى كوارث كبيرة إذا لم نتوقف عندها أولا بأول لتصحيحها، وهكذا الحال مع الأخطاء الصغيرة في صياغة الخبر الصحفي، لأن خطأ صغير بتحرير خبر صحفي يمكن إلا يمنع القارئ من متابعة الخبر في نافذة إعلامية، ولكن تكرار هذه الأخطاء مع الوقت سيقف بالتأكيد عائق يصد القارئ عن متابعة هذه النافذة الإعلامية بشكل كامل، ولهذا التعامل مع هذه الأخطاء الصغيرة الخاصة بالصياغة أولا بأول أمر هام، يستدعي أن نقف عند الأخطاء الأكثر شيوعا لنشير إليها في هذا المقال.
من أهم الأخطاء الخاصة بالأسلوب، الانتقال من ضمير الغائب إلى ضمير المخاطب والعكس مثل: «وقال عمرو موسى أن فكرته الخاصة بإجراء الانتخابات البرلمانية قبل الرئاسية تعتمد على عدد من الأسباب، وأنا سأسعى لعرضها على الرئيس عدلي منصور والقوى السياسية والخطأ هنا أن المحرر نقل كلام عمرو موسى بضمير الغائب أولا، ثم انتقل إلى ضمير الأنا دون فاصل. لذلك يفضل دوما وضع كلام المصدر بين علامتي «تنصيص» مثل: وقال عمرو موسى: إن «فكرتي الخاصة بإجراء الانتخابات البرلمانية قبل الرئاسية تعتمد على عدد من الأسباب، وسأسعى لعرضها على الرئيس عدلي منصور والقوى السياسية".

كذلك من الأخطاء الشائعة، وجود رأي شخصي أو تخمينات من محرر بالخبر مثل: "ووقف مبارك في القفص يفكر في كيف سيجيب على السؤال التالي» فهذا تخمين من المحرر لا يصح كتابته بالموضوع، وكذلك: «يسعى رئيس قطاع الأخبار، للاستعانة بأصحاب الخبرة في مجال النشرات الإخبارية، في إطار خطته التطويري، وهي خطة طموحة» فهنا وصف الخطة بالطموحة يعد رأي من المحرر لا يصح كتابته بالخبر.
بالنسبة للأخطاء الخاصة بالزمن هناك خلط يحدث بين استخدام «العام» و«السنة». والواقع أن العام هو العام التأريخي المحدد إما بتقويم «ميلادي أو هجري» أو بحدث استثنائي مثل: «عام ثورة يناير»، أما «السنة» فهي أي فترة 12 شهرا، وبناء عليه فكل عام سنة أي 12 شهرا لكن ليست كل سنة عام فهناك السنة المالية أو الضريبية. وبالتالي يستحسن كتابة: «أطل علينا عام 2014» و«المعارضة التايلاندية تنتظر الانقلاب العسكري الـ19 في 80 سنة".
كذلك بالنسبة للأيام والأشهر والأعوام يفضل استخدام المقبل وليس القادم فالقادم من القدم.. كما يفضل عدم استخدام هذا اليوم أو هذا الشهر أو هذا العام بل تستخدم اليوم فقط أو الشهر الحالي أو الجاري لأن «هذا» تعني الإشارة إلى شيء معين سبق ذكره، فلا يصح أن نقول «مدير مرور الجيزة: افتتاح موقفين للسيارات بالمنيب الخميس القادم» بل نقول: «مدير مرور الجيزة: افتتاح موقفين للسيارات بالمنيب الخميس المقبل»، وكذلك لا يصح كتابة: «يستضيف منتدى القاهرة للتغير المناخي أكبر فعالياته لهذا العام» بل تكتب: «يستضيف منتدى القاهرة للتغير المناخي أكبر فعالياته العام الحالي".

كذلك من الأخطاء الشائعة استخدام كلمة «ليلة» في إشارة إلى مساء اليوم نفسه فيقال ليلة السبت باعتبار أن المقصود هو السبت ليلا لكن ليلة السبت هي في الواقع الليلة التي تسبق يوم السبت أي الجمعة ليلا. كما لا يصح استخدام الصيغة التي تدمج يومين مثل أن نقول: « شارك العشرات الاثنين، في تشييع قبطي مصري من اثنين قتلا بهجوم على كنيسة شرق ليبيا ليلة الجمعة السبت»، فهذا الاستخدام يؤدي إلى إرباك القارئ، والصحيح هو أن نقول «ليلة السبت"
كما أن من الأولى استخدام كلمة «أشهر» مع الأعداد من 2 إلى 9 وليس «شهور» فكلمة شهور تكون في العدد الكثير أما أشهر في العدد القليل، فيقال «4 أشهر» ولا يقال «4 شهور» طبقا للقاعدة النحوية.
أيضا من الخطأ استعمال صيغة «في أسرع وقت» والأصح استعمال «في أقرب وقتٍ»، لأن الوقت لا يسرع.
بالنسبة للمكان من الأخطاء الشائعة، استخدام «حيث» لأي غرض غير الإشارة للمكان، فهي ظرف مكان، ومن الخطأ إيرادها للتفسير مثل «إيقاف عمليات الإصدار الجديدة لشهادات الإيداع الدولية في بورصة لندن، حيث تخطت الحد الأقصى المسموح به»، أو بعد تاريخ كالقول “وواصل «الببلاوي» نشاطه اليوم، حيث التقى»، والصحيح هنا استخدام ظرف الزمان مثل «حين» أو «عندما"
أيضا هناك خلط لدى البعض حول استخدام «الباء» و«في» فكثير يستعملون «الباء» بدل «في». ولضبط استعمال هذين الحرفين يجب معرفة أن «الباء» تدل على الوسيلة والاستعانة، أما «في» فتدل على الظرفية. فيقال: «سافر بالطائرة» لأنها واسطة السفر. لكن لا يقال «مقيم بالقاهرة» بل نقول: «في القاهرة». ولا نقول «أقيمت المباراة بالإسكندرية» ولكننا نقول: «في الإسكندرية"
كذلك كثير ما تستعمل «لام الجر» بدل «إلى» مع أن اللام تنم على الإسناد والتبعية والسكون، ولا توحي بالحركة. وبالتالي فالأفعال التي توحي بالحركة يجب استخدام «إلى» معها، فضلا عن أن بعض الأفعال تتعدى ضرورة بـ «إلى» لا بـ «اللام» مثل: «سافر الرئيس إلى الكويت» و«وصل وزير الدفاع الأمريكي إلى القاهرة» لأن سافر ووصل ينمان عن الحركة، بينما استعمال كالأتي: «وجه سؤال لوزير الخارجية"
كذلك من الأخطاء الشائعة عند تحديد أسماء الموجودين في الصور، فيقال مثلا إلى يمين الصورة ويقصد به الشخص الواقف إلى اليمين بالصورة، بينما من في يمين الصورة هو الشخص الواقف إلى اليسار بالنسبة لمشاهد للصورة.
كما يستخدم كثير حروف جر إضافية في غير موقعها، فيقال مثلا «في داخل» مع أن «داخل» في حد ذاتها كافية للتعبير عن المطلوب، فلا يصح أن نقول «ضبطت كمية كبيرة من كروت الميموري في داخل لعب أطفال» لكن يقال «ضبطت كمية كبيرة من كروت الميموري داخل لعب أطفال"

وتستخدم كلمة «أخلى» للمكان مثل: «أخلت قوات الأمن ميدان التحرير من المتظاهرين» حين يقع الفعل على المكان، فيما تستخدم كلمة «أجلى» مع الأحياء مثل: «روسيا تجلي رعاياها من سوريا» حين يقع الفعل على الأشخاص.
كنا أكدنا في مقال سابق عن صياغة الخبر الصحفي أنه إذا لم تضف الجملة في توصيل المعلومة شيئا أحذفها، وكذلك الحال بالنسبة للكلمات التي لا ضرورة لوجودها، والتي أصبحت تستعمل بشكل كبير من جانب بعض المحررين، خاصة الجدد منهم، وتعد من الأخطاء بالصياغة، ومن أكثر هذه الكلمات تكرارا كلمة «قام»، التي باتت تستعمل في كل مكان ولتغطية أي عجز لغوي. فمثلا أصبح يقال: «قام بالكلام» و«قام بالقتل» و«قام بالهرب»… ألخ، مع أنه من الأسهل استخدام الفعل المجرد كالقول «تكلم» و«قتل» و«هرب» ولكن قد يكون السبب هو التهرب من بذل جهد في تصريف الفعل. ويستخدم البعض عبارات مثل «أقام فلان مظاهرة» و«أقام حاجزا» و«أقام حفلا» و«أقام بيتا»، مع أنه من الأسهل والأفضل والأفصح استعمال أفعال أنسب لذلك مثل «نظم مظاهرة» و«نصب حاجزا» و«استضاف حفلا» و«شيد بيتا"
كذلك كلمة «تم» ومعناها الحرفي «اكتمل»، إذ اعتاد البعض استخدامها أصلا لتلافي التشكيل في حالة المجهول. فبدلا من كتابة «اعتُمد» استُخدمت عبارة «تم اعتماد». ولكن هذا الاستعمال بدعة لا وجود لها في الأدب العربي ولا في قواعد اللغة والبلاغة. ويأتي استخدام «تم» في بعض الأحيان معيبا ومغالطا للمضمون، إذ يقال مثلا «تمت محاولة الاغتيال» أو «تمت المفاوضات الفاشلة». فكيف تتم المحاولة إذا كانت مجرد محاولة، أو كيف تتم المفاوضات إذا فشلت؟ ولذلك يفضل استخدام كلمة «جرى» التي قد تعني استمرار الفعل، لكنها على الأقل، لا تعني إكماله أو اكتماله.
أيضا بعض المحررين يفرط في استخدام كلمات انتشرت بخاصة مع النصوص المترجمة مثل «عدم» و«غير»، فبدلا من كلمة «ظالم» يكتب البعض «غير عادل» ويكتب البعض «غير منظم» بدلا من «عشوائي» أو «مرتبك»، أو يكتب «عدم الاستقرار» بدلا من «الاضطراب»، أو يكتب «عدم القدرة» مع أن هناك كلمات كافية شافية مثل «العجز» و«التعذر"
وعليه، إذا وجد المحرر أو المترجم نفسه مجبرا على استخدام كلمة قريبة من «عدم» فبإمكانه استخدام «تجنب» و«تحاشي» مثل «عدم التفكير في الترشح للرئاسة» تكتب «تجنب التفكير في الترشح للرئاسة
من الأخطاء التي تتكرر كثير أيضا سوء استخدام حرف «الواو» دون مبرر خصوصا بعد الذي أو التي، كأن يقال: «توفى الفريق رضا حافظ، وزير الإنتاج الحربي، والذي كان أحد أبطال حرب أكتوبر». هنا لا حاجة مطلقا للواو فلا هي للعطف ولا للسببية ولا للقسم ولا لأي سبب مفهوم. وهناك خطأ آخر يتعلق بحرف «الواو» وهو الاستغناء عنه بالفاصلة «،» فيقال مثلا :زار الرئيس عدلي منصور السعودية، الكويت، الإمارات، والبحرين». وهذا استخدام وارد في اللغة الإنجليزية فقط أما في العربية فـ«الفاصلة» لا تحل محل «الواو» والصحيح هو «زار الرئيس عدلي منصور السعودية، والكويت، والإمارات، والبحرين.